”اختطافات جماعية واحتجاجات نسائية في إب: هل تُسكت الكسارات صوت الأرض والشعب؟”
في تصعيد خطير يعكس تدهور الوضع الأمني والبيئي في محافظة إب وسط اليمن، اختطفت جماعة الحوثي أكثر من 20 مواطنًا منذ مطلع الأسبوع الجاري، وذلك على خلفية رفضهم القاطع إقامة مشروع كسارة في أراضيهم الزراعية بمنطقة وادي ضباء، جنوب المحافظة.
وبحسب مصادر محلية موثوقة، فإن أطقم مسلحة تابعة للحوثيين لا تزال منصبة في قريتي "الخرابة" و"الجشاعة" بعزلة وادي ضباء في مديرية ذي السفال، حيث تواصل حملة تنكيل منهجية ضد السكان المحليين، بحجة "حماية الاستثمار"، في حين يرى الأهالي أن المشروع يُشكّل تهديداً وجودياً لصحتهم ومستقبل أبنائهم ومواردهم الزراعية.
رفض شعبي... وقمع ممنهج
لم يكن رفض الأهالي للمشروع مجرد اعتراض عابر، بل جاء بعد تحذيرات متكررة من خبراء بيئيين وصحيين حول الأضرار الكارثية الناتجة عن تشغيل الكسارات بالقرب من التجمعات السكانية، أبرزها:
- تلوث الهواء بالغبار الدقيق الذي يسبب أمراضًا تنفسية مزمنة.
- تدمير الأراضي الزراعية الخصبة التي تعتمد عليها الأسر في معيشتها.
- تلوث مصادر المياه الجوفية بالمواد الكيميائية والاهتزازات الناتجة عن التفجيرات.
لكن بدلاً من الاستماع إلى مخاوف المواطنين، شرعت مليشيا الحوثي في حملة اختطافات واسعة طالت "غالبية أبناء القريتين ومناطق مجاورة"، وفق ما أكدته المصادر، في محاولة واضحة لإسكات أي صوت معارض.
نساء القرية يخرجن عن صمتهن
في مشهد نادر يعكس عمق الغضب الشعبي، خرجت نساء القريتين إلى الشوارع في مظاهرة احتجاجية، وقفن وجهاً لوجه أمام المسلحين الحوثيين، مطالبات بالإفراج الفوري عن المختطفين ووقف مشروع الكسارة فوراً.
وتشير المعلومات إلى أن المشروع يُدار من قبل مستثمر حوثي قادم من محافظة عمران، ويحظى بدعم مباشر من القيادي الحوثي البارز "أبو علي النوعة"، وهو من سكان مديرية ذي السفال ذاتها، ما يزيد من حنق السكان الذين يرون في دعمه للمشروع "خيانة لأهله وأرضه".
الكسارة ليست استثماراً... بل كارثة مُعلَّقة
بينما تروّج المليشيا للمشروع باعتباره "فرصة تنموية"، يؤكد السكان أن الكسارة ستُحوّل وادي ضباء من سلة غذائية إلى منطقة موبوءة، محذّرين من أن "التنمية الحقيقية لا تُبنى على أنقاض صحة الإنسان وبيئته".